16 - 06 - 2024

عجاجيات | نظرية الطبخة والملح

عجاجيات | نظرية الطبخة والملح

الطبخة رائعة غير أنها بلا طعم بسبب نسيان الملح والفلفل، أو ما يسمى فى لغتنا الشعبية (الحبشتكانات) وفى لغة كبار الطهاة من امثال الشيف الشربينى وولده الشيف علاء والشيف حسن تسمى (الحركات) و(التكات).

الطبخة رائعة من حيث الشكل والرائحة لكنها بلا ملح ومن ثم بلا طعم.. هذه العبارة قلتها أكثر من مرة  وأنا أختلس إجازة قصيرة فى مدينة رأس سدر الرائعة بمحافظة جنوب سيناء.. لفت نظري أن المرور من نفق الشهيد أحمد حمدى الذي ينقلنا من غرب القناة إلى شرقها، حيث تستقبلنا أرض الفيروز بعبقها أصبح أيسر وأسرع.. ولاحظت التطور الهائل فى الطريق الرابط بين النفق وشرم الشيخ مع تعدد بوابات الرسوم غير أننى لاحظت قلة اللوحات الإرشادية التى ترشدنا لرأس سدر، خاصة مع وجود طريق جديد سريع وطريق قديم.

وصلت إلى قرية بلو لاجون السياحية التى وفقت لشراء شاليه بها منذ عدة سنوات بالتقسيط شبه المريح.. وللحق فالشركة المالكة للقرية وصاحبها المهندس حسام فريد التزم بالتعاقد وعمل على تطوير القرية واهتم بزيادة عدد حمامات السباحة بها.. وبحر القرية رائع بلا مد أو جزر، والشاطئ رملى رائع غير أن الحلو ما يكملش كما نقول بالعامية أو بالأحري الأكلة ناقصها ملح، فمن نفذ بناء القرية نسي أو تغافل عن الأمطار الغزيرة التى تسقط على رأس سدر وتتحول أحيانا إلى سيول.. ونسى أن ينفذ عزل  الشاليهات مما انعكس عليها بالسلب.

وكلمة حق، فمدينة رأس سدر نفسها تشهد تطورا كبيرا من حيث الطرق والإضاءة والمياه.

وكمواطن صالح ذهبت لمأمورية الضرائب العقارية برأس سدر لأسدد الضريبة المستحقة بكل الوطنية وكل رضا النفس.. وللحق استقبلت فى المأمورية بكل الود، وكم كانت فرحتى بميكنة المأمورية وإعداد كود لكل عميل، يمكن أن يدفع به الضريبة في أي بنك من أي محافظة .. اجتهد كل موظفى المأمورية فى البحث عن الكود الخاص بي، وبعد جهد جهيد وبكل اللطف تم الاعتذار لى بأن اسمى سقط سهوا ولابد من إرساله للمقر الرئيسى فى مصر.. وبكل الود أبلغنى موظف المأمورية أنهم سيتصلون بي لإبلاغى بالكود الخاص بى.. وخرجت من مأمورية الضرائب  ضاحكا وأنا اقول فى سري حتى الكومبيوتر بينسى الملح والفلفل.

وفى طريق العودة انبهرت بنفق الشهيد أحمد حمدي الشمالى.. قمة فى الروعة والجمال.. خرجنا من النفق فى وقت معقول فوجئنا بلوحة إرشادية عملاقة إلى اليمين القاهرة الاسماعيلية وإلى اليسار السويس .. سلكنا اليمين الموصل للقاهرة وجهتنا .. بعد عدة كيلو مترات فوجئنا بلوحة إرشادية أخرى إلى اليمين جنيفة وإلى اليسار الاسماعيلية وفايد دون أي ذكر لكلمة القاهرة.. دخلنا طريق جنيفة وسألنا أولاد الحلال، نصحونا بسلوك طريق آخر يبدو انه من الطرق الجديدة الرائعة، ولكن مع الأسف الشديد تم نسيان وضع أي لوحة إرشادية ونسيان وضع أي عامود نور ولو كل كيلو متر.

أي منصف لا يملك إلا أن يشيد بروعة الطرق الجديدة التى فرحت بها جدا، رغم أننى اكتشفت أن بعضها ينطبق عليه الحلو ما يكملش، فالطريق بلا ملح أو بالأحري بلا لوحات إرشادية.

صحيح أن الغالبية باتت تستخدم خرائط جوجل للوصول إلى وجهتها من أقصر وأيسر الطرق.. ولكن لابد من مراعاة العواجيز مثلى الذين يعتمدون بصورة شبه كلية على اللوحات الإرشادية وسؤال أهل الخير من رفاق الطريق.
-------------------------------
 بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | إلى الحاج عبدالفتاح السيسى





اعلان